أخبار وطنية مستشار المرزوقي السابق: إما انتخاب المنصف المرزوقي رئيسا أو الاستعداد إلى استقبال ناتنياهو
نادى المستشار الإعلامي السابق للمنصف المرزوقي محمد هنيد وعضو حزب المؤتمر من اجل الجمهورية في مقال نشره على أعمدة موقع الجزيرة القطري تحت عنوان "تونس الثورة تلتهم أبناءها"، إلى مساندة المنصف المرزوقي في الانتخابات الرئيسية القادمة وإنقاذ الثورة قائلا :" إما مساندة الرئيس المنتخب وإنقاذ الثورة سواء اتفقنا مع الدكتور المرزوقي أو اختلفنا، وهو أمر يشمل قواعد النهضة التي لم تتنكر بعد للثورة، أو الرضى بالأمر الواقع والتضحية بآخر القلاع التي استقبلت قادة المقاومة الفلسطينية ثم إعادة انتخاب "عصابة السرّاق" والاستعداد بعد ذلك لاستقبال الوزير الصهيوني نتنياهو شخصيا خلال أيام عبر مطار قرطاج فيمر على البساط الأحمر حمرة دماء الشهداء الذين قتلتهم يد العصابة نفسها هنا وفي غزة هناك".
وحول نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة التي أفرزت اكتساح حزب نداء تونس أغلبية أصوات الاقتراع، اعتبر هنيد ان "فوز نداء تونس هو نجاح عودة الاستبداد بعد فشل نخب الثلاثي الحاكم (الترويكا) في قطع الطريق أمام عودة الدولة العميقة وإخراس أبواقهم الإعلامية التي نجحت في قنص المكاسب الثورية من ذاكرة الجماهير".
كما وصف هنيد الانتخابات بالانقلاب قائلا في ذات مقاله: "من يستطيع أن ينكر حجم الصدمة والذهول في صفوف الثوريين من الشعب التونسي بعد فوز "حزب التجمع الدستوري الديمقراطي" بنسبة متقدمة في الانتخابات التشريعية الأخيرة. هذا الفوز جاء بعد عودة كل رموز النظام القديم من الخارج وتأسيسهم أحزابا وتيارات سياسية وجمعيات بمباركة حركة النهضة نفسها المحسوبة على التيار الإسلامي، هو انتخاب بنكهة الانقلاب.
وأضاف في ذات السياق:" عاد الجلادون بعد الاعتصامات والإضرابات التي دعت إليها قيادات النقابات العمالية المسلحة بالحقد الشيوعي الأعمى وبسموم التشبيح القومجي المرعب، لقد أشعلت هاته القيادات ما يزيد عن 3000 من أبشع الحرائق الاجتماعية، فأثخنت جسد الاقتصاد الوطني، وأفرغت جيب العامل الفقير المنهك أصلا، وأنهكت وعيه بالمنجز الكبير من أجل أن يكفُر بالثورة وبالثوار، وكان ذلك".
من ناحية أخرى استغرب المستشار السابق، فوز حزب نداء تونس في الانتخابات بمقاعد هامة في المناطق الفقيرة المهمشة الأشبه بالمخيمات في أحزمة الفقر التي تلف أغلب المدن والأرياف التونسية-وفق تعبيره- مقابل عدم استغرابه بفوز النداء بأغلب الأصوات في الأحياء الراقية والتي وصفها بالحواضر المترفهة والمستوطنات قائلا في هذا الإطار: "الأدهى والأمر هو أن تصوت مدن الشمال الغربي معقل الثورة التونسية لحزب الجلاد والهارب بن علي أي للحزب الذي قتل أبناءهم خلال ثورة 17 ديسمبر الخالدة. انتصار الثورة المضادة من داخل صناديق الاقتراع صفعة كبيرة للثورة والثوار، رغم التجاوزات الكبيرة والتزوير الناعم الذي تخلل العملية الانتخابية في الخارج والداخل والذي تتقنه عصابات بن علي التي لم تهرب معه ".
كما اعتبر هنيد أن الفائز في الانتخابات الأخيرة هو المال السياسي الخليجي الفاسد الذي أحيى الثورة المضادة من رماد واشترى ذمم أغلب النخب المتلحفة برداء الحداثة الزائفة، واصفا الإعلام التونسي الوطني انه "بارونات عار"-وفق تعبيره- متهما اياه بممارسته لما يزيد عن نصف قرن من الزمان أبشع وسائل التغييب الممنهج والاستئصال المركز لكل شروط الوعي المعرفي بطبائع الاستبداد وجرائمه بل زيّن كل المذابح التي ارتكبها النظام السابق في حق القيم العربية الإسلامية وشبكات التعليم والتربية والنمو الاقتصادي والوعي الجماعي.
وقال: "ستبقى دماء الشهداء وصمة عار على جبين كل النخب العربية التي سكتت عن حقهم في القصاص أو في معرفة قاتليهم على الأقل حيث لم يحاسب إلى اليوم مسؤول واحد ممن قتلوا المئات بين مدنيين وأمنيين وعسكريين تونسيين منذ الثورة إلى اليوم من القناصة ومن فرق الموت وذلك على خلفية انتصار الثورة المضادة من داخل صناديق الاقتراع صفعة كبيرة للثورة والثوار رغم التجاوزات الكبيرة والتزوير الناعم الذي تخلل العملية الانتخابية في الخارج والداخل والذي تتقنه عصابات بن علي التي لم تهرب معه "وفق ماجاء في مقاله.
ومن ناحية أخرى، حمل كاتب المقال حركة النهضة مسؤولية إعادة النظام القديم إلى السلطة عبر الصناديق عندما أعلن قياديوها أن الإقصاء السياسي وقانون العزل والمحاسبة وتحصين الثورة ليست من شيم الديمقراطيين وأن من شاء أن يعزل فعليه بالصندوق وهي مع ذلك تدرك أمرين.